قيامةُ الكُلِّ مؤجَّلة، وقامةُ المحبين مُعَجَّلة؛ فَلَهم في كلِّ نَفَسٍ قيامةٌ من العقاب والعذاب والثواب، والبُعَاد والأقتراب، ولما لم يكن لهم في حساب، وتشهد عليهم الأعضاء؛ فالدمعُ يشهد، وخَفَقَانُ القلبِ ينطق، والنحولُ يُخْبِر، واللونُ يُفْصِح , والعبدُ يَسْتُرُ ولكن البلاء يَظْهَرُ:يا مَنْ تَغَيَّرُ صورتي لمَّا بَدَا *** لجميع ما ظَنُّوا بنا تصديقاوأنشدوا:لي في محبته شهودٌ أربعٌ *** وشهودُ كلِّ قضية اثنانذوبانُ جسمي وارتعادُ مفاصلي *** وخفوقُ قلبي واعتقالُ لسانيوقلوبُهم- إذا أزِفَ الرحيلُ بَلَغت الحناجر، وعيونهم شَرِقَتْ بدموعها إذا نودي بالرحيل وشُدَّت الرواحل.